من كتاب همس الحبّ
بقلم المعلم جوزيف مجدلاني (ج ب م)
يا حبيب العمر
لِمَ انسلخت عن كياني
لِمَ غاب اسمكَ عن لساني…
لِمَ ارتحل وجودك عن إيماني؟!
كاد اليأس يتملك روحي
كاد الخوف يأسر أملي،
الخوف من ألّا تعود
من أن تنسى أقدس الوعود!
أين كنت حبيبي؟
أهو وجه القمر أنساك وجهي؟
أم عصف الريح أنساك صوتي؟!
أهَدَف جديد ألهاك عن حبّي؟
دعني أحبّه أنا أيضًا
فحبّك هو حبّي
وقلبك قلبي
وسعادتك سعادتي!
من أبعدكَ عن سعادتك
أنِسرٌ محلق في الفضاء
أم شهاب عابر في السماء
أشذى تبعته إلى آخر الأرجاء
أم طموح شدّك نحو الأمجاد؟!
لكن الحياة لا تفرق بين نصفيها
فابتعادهما منتهى الازدواجيّة
واتحادهما ذروة الوحدة
قدسية الحبّ!
فلنتوحّد
فلنحي العهد الذي جمعنا
ولنعد إلى الكمال الذي بنينا
عُد إلى الحاضر
ودَعْ الماضي يحرق ذكراه!
حبيبي
والشوق قد طال
دعنا نسافر في عالم الأحلام
أحلام نحققها معًا
في عالم الحبّ المتكامل،
عالم السعادة الكبرى!
تعال إليّ أنيس عمري
واترك بحر النسيان خلفك
وزورق الفراق
وألم الرحيل…
وعُد إلى دنياك
إلى دنياي
التي كانت خالية من الحياة
وحتى من الكائنات
لم يكن يسكنها غير شبح الانتظار
ووهم الاحتضار
حتى عدت…
فتبددت الأوهام
وتحركت الحياة في الأرحام
واستيقظت الأحلام.
إبقَ معي
مع ذاتك
في مملكة الهيام!