”جرعة“ من الحبّ والوعي، اللقاح الأنجع لكل وباء
بقلم لبنى نويهض
على مشارف العام الجديد، يترقب البشر في أقطاب العالم اللقاح المنتظر لفيروس كورونا. فتراهم يتنفسون الصعداء وفي داخلهم أمل جديد بعام أفضل… وكأنّ هذا اللقاح هو ”العصا السحرية“ التي تُحصن البشرية وكوكب الأرض بمناعة عجيبة، فتنتفي الأمراض والويلات والكوارث والمآسي…
”المستقبل سيكون مشرقًا، لأنّه زمن الوعي – الوعي الإنساني…“
وأنا، كغيري، أترقب المستقبل الآتي… لكنّني أترقبه (كطالبة معرفة ملتزمة بمنهج علم الإيزوتيريك) وكلّي يقين بأنّ المستقبل سيكون مشرقًا، لأنّه زمن الوعي – الوعي الإنساني… ولا شك في أنّ هذا الوعي يلزمه ”جرعة“ بل ”جرعات“ من الحبّ، كي يتفتّح في النفس… إذ إنّ ”الوعي والحبّ لازمتان، كلاهما مقياس للآخر حيث تفعيل الحبّ هو دلالة على تفعيل الوعي، كما أنّ تفعيل الوعي هو دلالة على تفعيل الحبّ“، كما يشرح المعلّم، الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م) في كتابه ”تعرّف إلى الحبّ“، ص27.
هي ”جرعة مجانية“ لأنّ ”الحبّ وُجد على الأرض كطبيعة نفس وعلم حياة“ (من كتاب المعلم ”تعرف إلى الحب“، ص12). وحيث أنّ الحبّ هو طبيعة النفس البشرية، فهو كالوعي يلزمه رعاية وصقل ليتفتح… فبقدر ما يعمق الحبّ يتوسع الوعي، وبقدر ما يتوسع الوعي يعمق الحبّ ليرتقي إلى مصافي المحبّة والخير بين البشر… خاصةً وأنّ ”وهج المحبّة تعرية ’لآثام‘ الإنسان التي ارتكبها في حق إنسانيته“، كما جاء في كتاب المعلّم الجديد ”رحلة في آفاق عصر الدلو“، ص27.
”الحب جوهرة يسطع بريقها طاقة إيجابية جبارة تعبئ فراغات النفس“
فالحبّ، كما يوضح علم الإيزوتيريك في مؤلفاته، التي فاقت المئة كتاب حتى تاريخه، جوهرة يسطع بريقها طاقة إيجابية جبارة تعبئ فراغات النفس، لتنعكس أنوارها في علاقات اجتماعية سليمة، ومجتمع معافى من المصالح الفردية والمظاهر المزيفة… علمًا بأنّ روحية عصر الدلو ”العودة إلى مبادئ التعامل الإنساني الواعي بين الجنسين، وبين أفراد المجتمع البشري ككل. فعصر الدلو هو فجر المبادئ الإنسانية“ (من كتاب ”رحلة في آفاق عصر الدلو“، ص29).
أجل، الحبّ طاقة جبارة، و”جرعة“ منه لهي حصن منيع لصحة الكيان الإنساني، متى تعلّم المرء كيف يقرأ نفسه ليتقن فنّ الغوص في مجاهلها، وفنّ مواجهة المواقع المظلمة فيها، وفنّ الحبّ والصبر والمثابرة، وهو ينقيها من سلبياتها كي يتفتح الجمال في مسلكياته اليومية…
”جرعة من الحبّ والوعي توقظ القيم الإنسانية“
وفيما أراقب العام الحالي وهو ينهض من ركام العام الماضي، يغمرني الأمل بأن ينبض كل قلب بشري حبًّا ووعيًا… فتغدو هذه النبضات لقاحًا للكراهية والأنانية وحبّ الاستئثار، وغيرها الكثير من الموبقات التي تفتك بالنفس البشرية، مشكّلةً البذور لنشوء الأمراض في الكيان والكوارث في الأرض… ”جرعة“ من الحبّ والوعي توقظ القيم الإنسانية وتعمق التقدير لعطاءات الأرض والطبيعة، وعطاءات الحياة، وعطاءات البشرية لبعضها البعض… ”جرعة“ من الحبّ والوعي تزيل غشاوة الرؤية، فيعاين الإنسان حقيقته كمحور للوجود، وحقيقة أفعاله كمسبب خاف يهندس أحداث حياته وأحداث الأرض… فالنفس البشرية ”تبقى المحور الذي تدور حوله أحداث عالم الأرض وتتطور في امتداد عصر الدلو، إلى أن يدرك الرأي العام الارتباط المباشر بين ميول النفس البشرية، خاصة لنزعاتها السلبية، ومجريات الأحداث في عالم الأرض، وما يتأتى عنها من صدمات وعي شاملة على مستوى الكوكب بأسره“ (أيضًا من كتاب المعلم ”رحلة في آفاق عصر الدلو“، ص72).
ومع اقتراب عيد العشاق، أتمنى لكل حبيبين، ولكل قلبٍ نابض بالحياة، أن تكون أيامهم عيدَ حبّ وعيد وعي مستديمين… لأنّ الوعي والحبّ هما اللقاح الأنجع لكل وباء، الدواء القابع في مختبر النفس البشرية.