معالجة التجارب الناقصة من منطلق علم الإيزوتيريك بقلم نور طايع دكاش
الحياة سلسلة تجارب وتحدّيات، نخوضها على مرّ الزمن… وإن تمعنا في مجرى هذه الأحداث، نلاحظ أنّ بعضها كان عبارة عن خبرات مكتملة، فيما البعض الآخر عبارة عن تجارب غير مكتملة، نتجنب أحيانًا حتى أن نتذكّرها.
لكن علم الإيزوتيريك يشدّد على أهمية معالجة التجارب الناقصة، ويقدّم منهجًا كاملًا متكاملًا لإلقاء الضوء على النواقص التي تظهر في التطبيق العملي، للإفادة والتوسّع في الوعي.
ويشدّد علم الإيزوتيريك أيضًا على أهمية اكتمال الخبرات للتقدم بخطًى واثقة في الحياة العملية، فالوعي يحثّ المرء على فهم كل تجربة يمرّ بها وإنهائها كي لا تلاحقه في مراحل أخرى فتصعب معالجتها.
إنّ التجارب الناقصة تعكس سلبيات عدّة في مسلك المرء، قد تكون نتيجة خوف من المواجهة، أو كسل، أو تأجيل وتسويف، أو عدم وعي مسؤولية كل عمل وكل اختبار… إنّها انعكاس لحالة داخلية متقطّعة غير منتظمة. على سبيل المثال، إذا ما راقبنا أنفسنا عندما لا نتمم عملًا ما على أكمل وجه، نلاحظ غياب الراحة والرضى الداخلي، ونشعر بالتشويش الفكري…
للتجارب غير المكتملة تأثيرات عديدة في النفس تختلف بحسب اختلاف الظروف. فغضّ النظر عن التجارب الناقصة على سبيل مثال، قد يزجّ المرء في حالة من الخمول، جراء عدم توجيه الطاقة في الاتجاه الصحيح، وقد ينجم أيضًا عنها حالة من التوتر والغضب لعدم التمكن من إتمام الأعمال…
كما أنّ التجارب الناقصة تمنع المرء من الانطلاق بقوة في تجاربه الجديدة، ما قد يزيدها صعوبة. أمّا معالجة تأثيرها السلبي فيتطلب الصدق في التقييم والمثابرة على التقويم، فضلًا عن ذاكرة فذّة، وفكر متوثب لإتمام النواقص على أكمل وجه.
في هذا الصدد، استشهد بما ورد ص68 من كتاب الإيزوتيريك «تعرّف إلى وعيك»، الطبعة الخامسة، بقلم المعلّم ج ب م: «إنّ كلّ تجربة في حياة الإنسان تحمل رسالة محدّدة. والتجربة لا تتحول وعيًا إلّا من خلال إدراك الرسالة التي تحملها والتعلّم منها. حيث التعلّم ارتقاء. المهمّ ليس النجاح أو الفشل في التجربة، بل التعلّم منها بحيث لن يكون هناك نجاح أو فشل في المرّات المقبلة، بل تصرّف واعٍ تحدده شخصية واثقة نافذة».
إنّ معالجة التجارب الناقصة أمر أساسي للسير قدمًا بنجاح، لأنّها تثقل عزيمة المرء وتبطئ مسيرته، فتأسره في دوامة يصعب عليه الخروج منها، إلى أن يتخطى هذه التجارب ويستخلص منها عبرة الوعي.
ففي الوعي، تحرُّر من قيود الجهل التي تحدّ من تقدّم الإنسان…
وفي فهم التجارب بوعي، آفاق جديدة للاختبار وانسيابية في التطبيق العملي…
وفي معالجة التجارب الناقصة، تحرّر من الخوف والكسل والمماطلة.