بقلم وليد فرح
لعلّ الشعور بالخوف هو من أكثر الأمور التي تنغّص هناء العيش، بالأخص مع كلّ الأحداث المتسارعة التي تمر من حولنا. وإن كانت بعض المخاوف مبررة ضمن المنطق العام كالخوف من الحروب وتداعياتها على سبيل المثال لا الحصر، إلّا أنّ هناك أوجه حياتية عدة للخوف مرتبطة بشخصية المرء وسُبل تعاطيه مع نفسه من جهة، ومع الحياة من جهة أخرى؛ كالخوف من المجهول، المرض، الفشل، التجارب الجديدة، الحبّ، فقدان شخص قريب… ومهما اختلفت مسبباته، يبقى الخوف شعورًا داخليًّا لا يلبث أن يتحكّم في حالة المرء الداخلية… والجدير ذكره أنّ أسباب الخوف تلك تتغيّر وتتبدل مع مرور الزمن، فتعمق أو تذوي بحسب تعاطي المرء مع الأمور الخاصة والعامة…
علم الإيزوتيريك، علم البواطن في دقتها، وعلم الإنسان والحياة بأبعادها كافة، المنظورة واللامنظورة، والذي فاقت مؤلفاته المائة مؤلفًا حتى تاريخه بسبع لغات مختلفة، يكشف أنّ الوعي هو محور تصرف وتفاعل المرء على الصعد كافة… ويوضح أنّ غياب الوعي عن أي فعل أو عمل تكون نتيجته سلبية، بصرف النظر عمّا إذا كان هذا الفعل أو ذلك العمل إيجابي في أصله!
كيف نتخطى الخوف؟
من هذا المنطلق يقدم علم الإيزوتيريك نقاط عدة تساهم في مساعدة المرء على تخطي خوفه، أوجزها بالآتي:
- الاعتراف بوجود الخوف. فمن خلال الاعتراف بالأمر يضع المرء نفسه في موقع مواجهته…
- تحديد المخاوف على أنواعها… فالتحديد هنا يعمل كالبوصلة المرشدة نحو الهدف…
- التعبير عن المخاوف الداخلية بعيدًا عن الخوف من تضعضع صورة الأنا الخارجية. وعادة ما يجد المرء مخاوفه أقل وطأة عندما يعبّر عنها (كتابة أو شفاهةً).
- الابتعاد عن المثالية في التفكير عبر التعلّم الواعي من الفشل والخطأ، وأيضًا عبر التعلّم من تجارب الآخرين.
- التقدير بأشكاله كافة. لا سيّما في التعاطي مع التجربة بإيجابية التفكير والبحث عن الإفادة العملية منها.
- الابتعاد عن كلّ ما هو نظري واستبداله بالشقّ العملي. فالممارسة هي التحقق، اليقين والثقة.
- التجدد والابتكار في التعاطي مع المنغّصات الحياتية.
- معالجة أوجه القلق في النفس قبل أن تتحول إلى مخاوف دفينة.
- إدخال المنطق إلى معادلة الخوف لا سيّما المنطق السامي الذي يقدّمه علم الإيزوتيريك، أي المنطق الباطني للأمور… فالأحداث الخارجية هي انعكاس للحالة الداخلية سواء على مستوى الفرد أو الشعوب، وبالتالي التغيير عليه أن يبدأ من الفرد كمحور أو نواة لأي مجتمع.
في مواجهة الخوف ارتقاء…
من هنا، إمّا أن يواجه المرء مخاوفه ويرتقي، أو يدعها تتحكم فيه ويتصرف من خلالها، فتتعرقل العديد من أموره بدءًا من الموضوع الذي يتعامل معه بشكل مباشر، وصولًا إلى كلّ ما يتأتى عنه أو ينعكس منه… ما قد يظهر ضعفًا في مواقع أو مواقف أخرى لا علاقة لها بأساس تلك المخاوف…