الارتقاء فوق الصعوبات الحياتيّة بقلم زياد شهاب الدين
تكاثرت في الآونة الأخيرة الأسئلة عن أسباب ما نواجه في بلدنا الحبيب لبنان من مآسي ومحن على كل صعيد من منظار علوم الإيزوتيريك. فحالات المرض والفقر والعوز والعذابات راحت تتكاثر وتنمو بشكل غير مسبوق، فيما الأسباب العاديّة والمعروفة لم تعد ترضي فكر أي متسائل يبحث عن خفايا الأمور والأسباب الباطنيّة وراء ما نعايشه من أحداث صادمة وموجعة نفسيًا وجسديًا…
علوم الإيزوتيريك، التي أسس أوّل معهد لها في لبنان والعالم العربي، الدكتور جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م)، والتي ناهزت منشوراتها المئة مؤلف حتى اليوم، تعالج النتائج في ضوء الأسباب. فلأي نتيجة ظاهريّة هناك أسباب باطنيّة تقبع في مسلك المرء الذي بدوره يترجم أفكاره ومشاعره. فإن كانت النتائج إيجابيّة فذلك انعكاس لإيجابيّة المسلك، والعكس صحيح… هذا ما يعني أنّ كل الأحداث السلبيّة التي نواجهها هي نتاج أعمالنا وصنيعة مسلكنا وتظهير لحقيقة بواطننا… فما هي تلك الأسباب أو بالأحرى السلبيّات المسببة لهكذا نتائج وما الذي ينبغي علينا التوعي له كي نحدث التغيير الجماعي المنشود كون ما نعايشه يشكل كارما جماعيّة من دون أدنى شك…
إنّ السبب الأساس لكل ما نعايشه يمكن أن نختصره بعبارة واحدة وهي: “الانغماس في المادة” بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى… وحين نشير إلى الانغماس في المادة فذلك يعني الابتعاد عن كل مفاهيم الإنسانيّة الحق… فالمفاهيم الإنسانيّة تتمحور حول الوعي والمحبة، حول تحقيق الحب الواعي في الحياة، والتوازن بين المادة واللامادة – الباطن. هي الابتعاد عن السلبيّات كالتحايل، الكذب، المواربة، المظاهر السلبيّة الكاذبة للأنا، حب الظهور، اللاحب بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى كزيف العلاقات… ناهيكم عن القوقعة في دوائر المجتمع الضيّقة بدل الانفتاح على الدوائر الأكبر كالمجتمع فالوطن فالإنسانيّة، على قاعدة تقديم القيم الإنسانيّة والأخلاق الساميّة بدل السعي وراء المصالح الفرديّة…
يكفي أن ننظر إلى واقع ما تقدم ليتكشف لنا أنّ لا الأرض ولا نظام الحياة باتا يطيقان سلبية الإنسان وها قد ثارت أحداث الحياة والطبيعة لعلّ الفرد يعي ويقوّم مسلكه باتجاه الإيجابيّة ويحقق تفتّحه الداخلي والعملي الحياتي على المعاني الإنسانيّة التي أغنتنا بها مؤلفات الإيزوتيريك ومحاضراته والتي قدمت الوسائل العمليّة لاكتسابها…
أخيرًا نقولها بصراحة، لم يعد هناك متسع من الوقت لتحقيق الصحوة لفهم مغزى تجسد الإنسان على الأرض ألا وهو التطور بالوعي على قاعدة إزالة السلبيّة من نفسه واكتساب الإيجابيّة المضادة… يكفي أن يراقب أي باحث حياة طلاب المعرفة الملتزمين بمبادئ الوعي ويعملون على عطاء المعرفة وإيصالها إلى كل مريد ليدرك فورًا نعمة عيشهم فوق الأحداث الراهنة… فالدعوة موجهة لجميع الراغبين بتحسين حياتهم وأيادي الطلاب ممدودة دائمًا للمساعدة…