بقلم المهندسة هيفاء العرب
من نعم الحياة علي أنّني رافقت المعلّم ج ب م (الدكتور جوزيف ب. مجدلاني، مؤسس مركز علم الإيزوتيريك الأول في العالم العربي منذ سنة 1988) في جزء من مسيرته، أي تأسيسه معرفة عصر الدلو. ومع أنّه من الصعب الإحاطة بشخصية كبيرة كشخصية المعلّم، لكنّ العمل تحت جناحه، وبموجب منهج المعرفة الذي وضعه، شكّل الفارق الأساس في حياتي.
نعيش الحياة أطوارًا مختلفة، نعيش تحولات لا نتخيلها مهما سعينا بجد للتخطيط للمستقبل. لكن ذلك لا يختزل من حياتنا فرح العيش في ظل الوعي، ولكن كيف؟
اعتناق الحياة بموجب منهج المعرفة – معرفة النفس عمليًّا – يضفي عليها ألوانًا نابضة فتغتني وتتجدد كما تجدد المواسم. تتلون الحياة كما تتلون الطبيعة بتناوب فصولها، فلا صقيع الشتاء يدوم إلى ما لا نهاية، ولا لهيب الصيف يستمر، بل يتخللهما خريفٌ يدوزن، وربيعٌ يجعل الطبيعة عروسًا مزهوة بجمالها من جديد…
فما الذي يتبدل في حياة الإنسان إن هو عقد العزم على معرفة نفسه؟
يخطر لي هنا موقف مع المعلّم حدثني به ذات مرة قائلًا «كل ما حققتي تفتح جديد جواتك بيفتح معك شي جديد بالحياة – يعني كل تفتح جوا بودي لتفتح برا». ولكم تختصر هذه العبارات سنوات من مسيرتي… وكم من أبواب موصدة فتحت أمامي…
معرفة الحياة في هدوئها وصخبها من معرفة النفس في تألقها وفي «انكسارها»، إن حصل… ومعرفة النفس هي العنوان العريض لتطور الوعي الفردي، وعلى مسار هذا التطور تدخل الموضوعية همزة وصل بين ما حققه مريد المعرفة من تطور في وعيه، وما لا يزال يسعى لتحقيقه.
فالموضوعية حليفة الصدق مع النفس، توضح الرؤيا في معاينة الواقع.
والموضوعية تترسّخ نتيجة الثبات في تطبيق معرفة الإيزوتيريك عمليًّا بالتزام صادق، وشفافية واعية في السير على درب المعرفة. فهل أجمل من السلام الداخلي يتغلغل في ثنايا النفس مهما اشتد صقيع الأيام أو لهيبها؟
وهل أجمل من حياة مفعمة بالألوان، طالما أنّ الساعي إلى المعرفة يهندس حياته بوعي ودراية وطموح لا يكل لتحقيق التطور في الوعي؟
وكما لكل حقل زهوره وألوانه، كذلك تتلون حياة كل فرد يسعى لأن يكون سيد نفسه ومصيره وعيًا لا عنفًا، ومحبةً لا تلونًا، وموضوعيةً لا مغالاةً ومثالية. فما أكثر العبارات الرنانة التي دخلت إلى المجتمعات مع دخول الألفية الثالثة، مثال Namaste – Nirvana – positivity – positive vibes، وسواها الكثير، لكنها لا تبدل بواقع الحال، وهي في الغالب لا تتعدى كونها تمتمة شفاه.
الموضوعية ضرورة على مسار التطور في الوعي، هي مقياس خاص يقيس به مريد المعرفة تطوره، فيدرك أين يقف وإلى أين يجب أن يوجه خطواته. هذه الموضوعية تتحرر من قيود كل ما هو معلب وتحرر معتنقها، طالما أنّه يعتمد «جرأة الصدق مع النفس»، فتغذي طموحه وتجعله يدرك خير إدراك كيف يجعل من واقعه قاعدة لمستقبل مزهو بما يمكن أن يشرق من ألوان نابضة.
هذا ما يقود إليه تطبيق معرفة الإيزوتيريك عمليًّا بصدق وشفافية، فلا يهون الصعب ولا يُلغى السهل، بل ترتقي مقدرة النفس على فهم أوجه الحياة وتقدير نعمها، بموضوعية.
المهندسة هيفاء العرب
رئيسة جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء
الله يباركك
انا وجدت نفسي في هذا العلم لاكمل ما رسبت به سابقا لا أدري باي حقبة زمنية ولكن أحسست اني وجدت نفسي مجددا واتمنى قبولي كطالب ولكم الاجر