علوم الايزوتيريك في لبنان والعالم العربي… معرفة أصيلة ينتحل صفاتها الآخرون.
بقلم زياد شهاب الدين
لقد كَتَبَ أحدهم يومًا، أنَّ المدهش في علوم الايزوتيريك-منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت لبنان، هو أنَّ من يدلي بها، اي (ج ب م) الدكتور جوزيف مجدلاني-مؤسس مركز علوم الإيزوتيريك الأول في لبنان والعالم العربي – لديه أكثر من خمسين مؤلفًا في اللغة العربية حتى الآن، وستة مؤلفات في اللغة الإنكليزية، ومؤلفاته تُرجمت إلى سبع لغات لغاية تاريخه… ناهيكم عن المحاضرات الأسبوعية المجانية التي ما توقفت يومًا منذ زمن التأسيس، رغم كل ما شهده الوطن الحبيب لبنان من مشاكل وحروب… بالإضافة الى عشرات المقالات الشهرية التي تصدر حول هذه العلوم السامية… وأيضًا عشرات المقابلات الإذاعية والتلفزيونية الشهرية التي بات كثيرون يترقبونها على محطات التلفزة والإذاعات المحلية والدولية… حتى لم يعد من مثقف أو مريد معرفة في لبنان والعالم العربي الا وعلى دراية تامة وعلم أكيد بوجود هذه العلوم النبيلة التي تقدم معرفة الانسان في منهج عملي تطبيقي حياتي عملي وعملاني…
”الإيزوتيريك هو علم الحياة وفن عيشها.“
ونستكمل بالقول، إنَّ ما ذُكر مدهشٌ بالفعل…والأغرب أنّ انجازات الإيزوتيريك وما يقدمه من جديد المعرفة لم يسبق أن قاله احد قبله، لا بل الإيزوتيريك يمثل مسار المعرفة الحق…وهو، الإيزوتيريك، اصالة المعرفة الانسانية وتراثها بامتياز…فلا عجب إن أضحى الإيزوتيريك مصدرًا يستلهم منه الكثيرون ويعتمد على حقائقه العديدون… ولاعجب أيضًا، إن أصبح مرجعًا للكتّاب والمؤلفين والعلماء وللأجيال الحاضرة والقادمة… وخير دليل على ذلك، تكاثر الدراسات الجامعية العليا في مجالات عدة، كالهندسة والطب والادب، الخ… والتي اعتمدت في دراستها المتعمقة على علوم الإيزوتيريك منشورات اصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت، لبنان.. كمصدر استلهام واستنباط لأبحاثها.
بالفعل، عندما تتطلع على مجموعة مؤلفات الإيزوتيريك المتنوعة تشعر وكأنك في بستان ثمار واطايب الزهر… تتذوق وانت تنتشي بالشذا… فتارة تتذوق ادب الرواية، رهافة القصة، وشفافية الشعر الباطني والنثر البديع… وتارة اخرى تتذوق الاسرار الانسانية والكونية… وجميعها ترقرق الفكر، وتحاكي القلب وتنبض في الوجدان. لأنها تهدف الى التسامي بالانسان ليس إلّا. فالإيزوتيريك كما اختبره كثيرون، هو علم الحياة وفن عيشها. وهو يقدم تقنيات في كيفية ازالة النقاب عن الغوامض… حتى تتكشف الأسرار التي حيّرت المفكرين ابد الدهر، وكل ذلك في تقنية ذاتية تطبيقية، قاعدتها السهل الممتنع في تبسيط. فمن هنا تهافت طلاب المعرفة للانتساب الى معهده بالآلاف من لبنان وخارجه…
”تكاثرت ظاهرة انتحال مؤلفات الإيزوتيريك والسرقة الأدبية منها.“
لكن الغريب الغريب، لا بل المريب، أنَّه في الآونة الأخيرة تكاثرت ظاهرة انتحال مؤلفات الإيزوتيريك والسرقة الأدبية منها. إذ بلغت الجرأة، حتى لا نقول “الوقاحة” بعدد ليس بقليل باقتباس وسرقة صفحات كثيرة وأجزاء كاملة من مؤلفات الإيزوتيريك ومن موقعه الالكتروني الرسمي www.esoteric-lebanon.org وحرفيًا، وحتى مما يتكلم به الإيزوتيريك شفاهة، ناسبين كل ما اقتطعوه واجتزؤوه لأنفسهم، معتقدين ان في ذلك حيلة تنطلي على العقول.
كما وصل كل من التحايل والسرقة الأدبية بآخرين الى اعتلاء شاشات التلفزة مدعين بأنهم محاضرون ومعالجون بعلوم الإيزوتيريك، منتهكين بذلك اصول المعرفة والأمانة الأخلاقية بانتحالهم صفات وشخصيات مغايرة لواقعهم، ومشوهين ومزورين بذلك الحقائق… فصدق من قال “إنَّ الحقيقة هي التي تقلد…” وإنَّ الماس الأسود هو الذي يتمنى كثيرون اقتنائه…
طبعًا، لا يُمنع الاستشهاد من كتب الإيزوتيريك، شرط أن يشير أصحاب الاستشهاد الى المصدر الذي نهلوا منه.
”التزوير والانتحال يعاقب عليها نظام الحياة…“
يٌقال إنَّ ضريبة الشهرة إثنان… الأولى، في أن ينال صاحبها قسطًا لا يستهان به من الانتقاد، وهذا ما يثبت في أغلب الأحيان”أنَّ الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجارة”… وهذا ما يعيدنا الى بدايات تأسيس علم الإيزوتيريك في لبنان والعالم العربي، حيث صدم حينها المنغلقين بواسع معرفته وشموليتها، في حين انتشى به المنفتحون ذهنيًا… سيما المنفتحون على عالم الباطن الانساني… أمّا الثانية، فصاحبها يصبح عرضة للتقليد أو التزوير والتشويه… لكن مهما حاول المنتحلون والمزورون والمشوهون يبقى الزيف زيفًا… والزور زورًا…والتشويه تشويهًا، والانتحال انتحالًا… مما يعرض الفاعل للملاحقة القانونية لما في ذلك من انتهاك لحقوق الملكية الفكرية، حتى لا نقول انتهاك للأخلاقيات العامة وصولًا الى انتحال شخصية اخرى، وجميعها مسلكيات خاطئة يعاقب عليها القانون وبصرامة… ناهيكم عن انتهاك أمانة المعرفة… في حين أن المعرفة تتطلب “نظافة داخلية” ليست سوى انعكاس تفتح الحكمة العملية والصدق والصفاء والنقاء في صاحبها بهدف ايصالها بمصداقية لكل مريد…
أمّا التزوير والانتحال وانتهاك الامانات فلا يعاقب عليها فقط القانون الأرضي فحسب، لا بل نظام الحياة أيضًا… إذ إن التحايل والاستخفاف بعقول الآخرين سلبية… فِعلها في النفس، فِعل السرطان في الجسد… داءٌ لا يشفى وإن استشرس، قضى بصاحبه…
”الحقيقة هي التي تقلّد وتسرق…“
أخيرًا وليس آخرًا، الفرق بين الإيزوتيريك وسائر المدارس الباطنية أنَّ الإيزوتيريك يرتكز على الخبرة والتطبيق وليس النظريات والتنظير… والفارق بين الطالب الإيزوتيريكي الحق وذلك المزيف أنَّ الأول يتمتع بحكمة عملية في التصرف تتألق في منطق فكري لامع قوي وشفاف، لا يُستصعب معرفته بين المجموع مما يعيدنا الى القول المأثور “وهل يخفى القمر؟!!!…”.
بالفعل، صدق من قال إنَّ “الحقيقة هي التي تقلّد وتسرق… وعلوم الإيزوتيريك – منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء – لبنان، حقيقة ومعرفة أصيلة، لا بل مصدرًا يستلهم منه الكثيرون….”