نعرف الفكر أنه أداة التفكير. لكن هل حلل احد كيف يستمد الفكر طاقته من باطن الإنسان؟… وكيف يتوصل فكر أحدهم إلى النبوغ والإبداع، أو يتقهقر ويؤدي بصاحبه إلى الهلاك؟! هل الفكر يتعب أم أن التعب الفكري وهم سببه “الفراغ” في حياة الإنسان، فراغ الضجر والملل والكآبة الناجم عن إنعدام الإكتسابات الجديدة جراء ضيق افق التفكير، إلى جانب الإنغلاق والرتابة وغياب التنظيم في حياة المرء، وعدم تغذية فكره على الدوام!
هذه الاسئلة وغيرها يجيب عنها كتاب “تعرف الى فكرك” ضمن سلسلة علوم الإيزوتيريك التي فاق عددها الثمانون كتاباً حتى تاريخه في سبع لغات، بقلم د. جوزيف مجدلاني (ج ب م)، منشورات أصدقاء المعرفة البيضاء، بيروت. “تعرَّف إلى فكرك” كتاب فريد في مضمونه بعيد عن التنظير والنظريات، يقترن بكل شيء عملي في الحياة بما يحويه من معلومات خافية ومن وسائل للتحقق. إنه الكتاب الثالث في سلسلة ” تعرَّف إلى…”، السلسلة التي تتوجه إلى الحقيقة في الإنسان، والحقيقة لا بدَّ ان تحرِّك شيئاً في الاعماق مهما بلغت درجة إنتفاخ الأنا لدى المرء!
يتناول الكتاب الفكر بقسميه الإنساني والبشري، الأول الجوهر، الأصل؛ والثاني العرَض، الفرع. الأول يعمل في محيط الذات الإنسانية ويمثل إنعكاس الالوهة في الإنسان؛ والثاني يعمل في محيط النفس البشرية، وهو نتاج الإختبارات المادية على مر العصور. والفكر هو الرابط الوحيد بين النفس (الطبيعة المادية) والذات (الطبيعة اللامادية). كلما إشتد هذا الرابط بينهما تفعّلت الطاقات الهاجعة في العقل.
الفكر شاشة العقل التي ينقل عليها ما يدور من احداث تنتج عن عمل، أو تفاعلات تعبِّر عن تفكير أو تترجم عمل طاقات العقل. أما علاقة الفكر بالعقل فهي علاقة الجزء بالكل، حيث الجزء يظهر جانباً معيناً من هذا الكل، يظهره في تكوين الفكرة، في طريقة عملها، وفي تفاعلها الوظائفي، والدماغ اداة عمل الفكر.
”الفكر هو القوة… والتفكير الفعل!“
يضعك الكتاب في مختبر باطن الإنسان حيث تتحقق بنفسك أن الفكر هو القوة… والتفكير الفعل! وتتحقق أيضاً أن اليقين والشك إلزاميان لحياة الفكر، كالشهيق والزفير لحياة الجسد. ويشرح الكتاب بالدقة التصويرية كيف أن الفكر يصقل العقل بالإختبار، والعقل يغذي الفكر بالمعرفة. والإثنان مكملان الواحد للآخر، إلا أن لكل منهما وظيفة مختلفة لكنها متجانسة في الوقت عينه.
يتوغل الكتاب في عالم ذبذبات الفكر الفريدة بعملها وتأدية وظائفها… حيث لا تفتّح باطني ولا تطور ذاتي من دون فهم أهمية دور الفكر واهمية توجيهه السليم عبر كيان الفرد. فهو لا يقوم بوظيفته على أكمل وجه إلا من خلال وعيه الكلي لمكونات الكيان الباطني (الذبذبي) في الإنسان. هذا وتفتّح الإنسان على مكنون وعيه يتم عبر فهم الفكر لحكمة الوعي في تسيير الذبذبة الفكرية. يشدد الكتاب أن الوعي هو المقياس في عالم الذبذبة عبر الخبرة والترقي في عالم الذرة، عالم المادة.
ولأن باطن الإنسان، كما ظاهره مبني على معادلات رقمية… يكشف الكتاب أن الفكر رمز الرقم، والذكاء أصله! ما يعني أن الذبذبة الفكرية في تفاعل حركتها هبوطاً وصعوداً، أفقياً وعمودياً، إنما هي تتحرَّك وفق سلم رقمي معين، تقرِّب الفكر إلى الذكاء.
”المشاعر هي التي تُدخل عنصر الشفافية إلى الفكر.“
ولا ينسى الكتاب أهمية دور المشاعر في حياة الفكر، وعلاقتهما كعاشقين متيَّميْن – وليس متخاصمين بعيديْن كما يُعرف عنهما – فالمشاعر هي التي تُدخل عنصر الشفافية إلى الفكر كوعي متطور إثر التجارب والإختبارات… والفكر هو الذي يُدخل النضج والرهافة إلى المشاعر كوعي حياتي. لذا فإن التواصل بين الإثنين جوهري، وإلا جاء نتاج الفكر جافاً… وعبَّرت المشاعر عن سذاجة!
قد تكون موضوعات الكتاب فتح جديد في عالم الفكر… وهي تندرج في ابواب ثلاثة، منها ما يحدد عمل الفكر، ومنها ما يشرح كيف أن الفكر أساس الصحة والسعادة. كما يوضح بعضها العلاقات الباطنية التي تربط الفكر بالعقل، وتربط الفكر بالمشاعر، وتربطه بوعي الحواس وما وراء الحواس، شارحة أقسام الفكر في الدماغ وعلاقتها بمكونات باطن الإنسان، تشرحها جميعاً بأسلوب علم الباطن المستند على المنطق الحياتي العملاني الذي تميزت به علوم الإيزوتيريك عن غيرها. وفي النهاية يقدِّم الكتاب تمارين تطبيقية يستطيع اي شخص ممارستها لتقوية الفكر وتطويره والإفادة من النتائج.