بقلم أنور السمراني
بداية نقف مع بعض المقتطفات من مقابلة صحفية مع مؤسس مركز علم الإيزوتيريك في لبنان والعالم العربي – د. جوزيف ب. مجدلاني ( المعلّم ج ب م) – بعنوان ”الإبداع الفنّي، بين العلم الأكاديمي وعلم الإيزوتيريك“، حيث يوضح الآتي:
”كلّ إنسان يملك الوعي الكافي والمقدرة اللازمة ليكون مبدعًا. فالإبداع مسعى ذاتي يكمن في لاوعي الإنسان، فيحاول أن يحققه في حياته لاوعيًا منه أحيانا كثيرة“.
”الإبداع ليس بالضرورة القيام باكتشافات علمية بارعة… أو رسم لوحة فنية رائعة، تنافس لوحات أشهر الرسامين العالميين! الإبداع الفنّي هو الخلق، هو إظهار ما يكمن في بواطن الذات لتحقيقها… أي تحقيق فعل الخلق!“.
بات معلومًا أنّ التطبيق العملي الحياتي هو العمود الفقري لعلم الإيزوتيريك. هذا العلم الذي يتميّز بتقديمه منهج حياتي عملي متكامل، يفسح في المجال لمريد المعرفة بالتحقق بنفسه من المعارف بالممارسة الفعلية، حيث يغدو هو المختبِر والمختبَر في آن.
كيف يتفتح الإبداع؟
وفي هذا الصدد، يقدّم الإيزوتيريك بنودًا عدة تساعد على تحضير تربة مريد الوعي نحو تفتيح الإبداع لديه، إليكم بعضها:
١- مراقبة الأحلام وتوسيع آفاق المخيّلة: كتاب ”رحلة في آفاق عصر الدلو“ بقلم (ج ب م) يذكر ص ٤٧: ”يكشف علم الإيزوتيريك أنّ ’مادة‘ الخيال المبدع هي الأقرب إلى ’مادة‘ الأحلام، وبعض أحلام المبدعين هي ’تجوال‘في عوالم الحقيقة الصافية… فالخيال المقصود أبعد ما يكون عن الوهم، أو الخيال المشاعري التفاعلات، الذي يختلق صورًا قد تعبث بوجه الحقيقة أحيانًا!“.
٢- أهمية التماهي: التفاعل في التماهي مع مطلق موضوع قيد الدراسة كأنّه يحصل على أرض الواقع، يجعلك تعيش الحالة ”باطنيًّا“ إذا صح التعبير، ما يسهّل على المرء عملية الوصول إلى الاستنتاج المطلوب أو الإبداع المرغوب.
٣- أهمية التنظيم: الإيزوتيريك يشرح أنّ طبيعة الباطن هي على درجة متناهية الدقّة من التنظيم، وإذا كان المرء منظّمًا أيضًا في حياته اليومية، سيفسح له تنظيمه الحياتي في المجال لاستنباط الإبداعات من الباطن نتيجة دوزنة الظاهر المنظّم مع الباطن المنتظم…
٤- التأمّل كتقنية عملية هادفة: الجميع يدعو إلى التأمّل لتنمية الإبداع. إلّا أنّ أحدهم لم يقدّم تقنية التأمّل بثلاثية مراحلها (تركيز – تأمّل – تمعّن) كما قدّمها علم الإيزوتيريك، لا سيما في كتاب ”التأمّل والتمعّن“ بقلم المعلّم (ج ب م).
٥- إزالة السلبيات: علم الإيزوتيريك يشدّد على أهمية اعتماد عملية إزالة السلبيات كطريقة حياة، كعمل يومي متواصل، حتى لا يصل مريد المعرفة إلى مرحلة من الجمود نتيجة إهماله لهذه النقطة الأهم على الإطلاق.
٦- المرح: هنا استشهاد من كتاب ”رحلة في آفاق عصر الدلو“ بقلم (ج ب م) ص ١٥٨: ”المرح في ظلّ أسلوب الحياة المعرفي يريح العقل من أغلاله أيضًا، فيمنحه واحة تجعل الجمال يَنفَذ إلى ثناياه. إتقان هذا المرح سيسلط الضوء على الهفوات، أو الأخطاء، التي وقع فيها كبار المفكرين والفلاسفة الذين استثنوا المرح والحبّ من حياتهم ومن أعمالهم حتى جاءت إنجازاتهم فكرية جافة، بدلًا من أن تكون إبداعات عقلية شمولية-إنسانية-نهضوية…“.
الإبداع في متناول الجميع
انطلاقًا ممّا ذُكر أعلاه، يمكن لكلّ مريد معرفة ينوي أن يطوّر الإبداع لديه بشكل سليم، أن يغوص أكثر عبر الانطلاق في رحاب معرفة الإيزوتيريك الشاملة، التي تقدّم طريقة حياة متكاملة تطوّر الإنسان حياتيًّا على كلّ صعيد.
وتبقى التجربة خير برهان، إذ تفسح في المجال لكلّ مريد التأكد بنفسه من النتائج الإيجابية التي ستأخذ بحياته نحو الأفضل والأشمل…