بقلم المهندسة هيفاء العرب
الجمال فعل حياة… فصول تتتالى، مشاهد تعدو أمام مداركنا، تمضي اللحظات والأيام… نقابل أحبّة، نفارق أحبّة… نحزن نفرح… نتألم نتألق… نخفق أو ننجح… وفي كلّ هذا المزيج جمال أخّاذ عنوانه «الحياة».
فصول الحياة…
بين الصرخة الأولى والنَفَس الأخير فصول تحمل من ألوان الحياة ما قد يصعب حصره. في هذه الألوان يختبي الجمال متخفيًّا، ينتظر أن تختلج نبضات القلب والعقل به، فلا يفرض نفسه ولا يجاهر بوجوده، وإنّما ينتظر لحظة اليقين به…
فصول الحياة مواكب جمال، تتكشف للمدارك مع نضج الوعي في النفس وانحلال الأحكام الكثيرة على الحياة والأشخاص في بوتقة التجارب. نعم، التجربة تصقل، تهذّب، تروي النفس ببعض ما فاتها استذواقه من عذب الحياة وألوان مواكبها.
معادلة المعرفة…
يمضي الإنسان بين عنفوان الشباب وزحف الشيخوخة؛ في الأولى قد لا تسعفه الرؤيا، وفي الثانية قد تخونه الرؤية… لكن في قلب المعرفة، معرفة الإيزوتيريك، المعادلة تختلف…
لماذا؟
لأنّ تزاوج الرؤية بالرؤيا يصبح ممكنًا، لأنّ الوعي المتنامي وغياب الأحكام يكشح الكثير من الضبابية، وألف لأنّ…
قد يحكم الشباب على الشيخوخة بالقبح! فمقارنة الملامح المصقولة في عمر الشباب، بتجاعيد الكهولة وترهّل بعض الملامح لا تقود إلى استشفاف الجمال في عمر الشباب. ولكن، هل تجوز المقارنة؟ ماذا سيحل بتلك الملامح المصقولة عندما تبلغ الشيخوخة؟ وهل ستكون في شيخوختها أجمل من شيخوخة سبق أن قارنت نفسها بها؟
ما يهم في هذه المقارنة هو الاستدراك بأنّ الانعتاق من الأحكام في مسار الحياة يفتح آفاقًا لامتناهية لاستشفاف عذب فصولها وجمال مواكبها، رغم الألم الذي قد تفرضه الظروف، ورغم معاناة الصعود إلى حيث الطموح «ينتظر»… الحياة نبض الجمال، هذا ما يحدّثنا به الوعي كلّما أمعنّا في معرفة نفوسنا على درب معرفة الإيزوتيريك.
المهندسة هيفاء العرب
رئيسة جمعية أصدقاء المعرفة البيضاء