سناء يبهر الضياء
من وحي الإيزوتيريك
المعلّم جوزيف ب. مجدلاني (ج ب م)
روى الزمان أنّ الإنسان ابن الرب الإله،
على صورته ومثاله سوّاه… لكن، كيف خلقه؟
إليكم ما أشعر به، وما أراه:
أخذ الإله من حروف اسمه معناه،
وجعلها في كلمة، لم تكن لتوجد لولاه،
ونطقها، فكان الإنسان، هكذا سمّاه،
وكان الكون الذي شكله وبناه،
وتُوّج عليه «الملك» الذي حواه…
وسحب الإله من نوره روحًا خبّأها بين ثناياه (الإنسان)،
واتخذ من قلبه نبضًا، فكان في الإنسان هو الحياة،
ومن كيانه استمرارًا، صار الوعي مغزاه…
أمّا محبّته، فقطفها زهرة وأهداه،
في رحيقها يتكثف كل ما في الكون من مياه،
وفي عبيرها، آهة انتشاء… تتوق لتنهيدتها كل الشفاه.
سناؤه يبهر ضياء النجوم حين تراه.
أمّا الشمس، فتندم على فراقه حين يؤتى على ذكراه…
من ذلك السنا، انتزع الإله شعاعًا، وللإنسان أعطاه،
فكان الشعاع معرفته ووعيه ونُهاه…
وحين استشف الإله صورة الإنسان ومحيّاه،
اشتاق لوجوده وتاق لرؤياه،
فلم يتمالك الشوق نفسه من أن يقول: آه…
فأخذ الإله من ذلك التأوه رقته وصداه،
وجعل منه ذات الإنسان وأودعها في حناياه…
طهّره، جعله في شفافيته لمسة تمنحها يداه،
حكمته جسّدها في معرفة تحكيها شفتاه،
أمّا ألوهيته، فكثّفها في نظرة تحويها عيناه…
أخذ من وجوده بقاء وجعله في الإنسان قواه،
ومن ماضيه ملحمة عنفوان وتاريخه حكاه،
ومن مستقبله دربًا تمجّد كل من مشاه…
كثّف من نوره نقطة وضعها على جبينه، فكانت مركز رؤاه،
وغرف من قدسيته مقدارًا أودعه في قلبه، فكان محراب صلاه،
ومن أنفاسه بثّ فيه محبّته فأحياه، فانبثق الإنسان من قلب الإله،
وصار الوجود مداه…
عرّفه الإله إلى قدره، وبالمحبّة أوصاه،
وأراه القمة حيث ينتظره من علاه،
ثم أطلقه في الأرض التي وُجدت لتكون مأواه،
ليبدأ الصمود نحو ذروة لا تستقبل إلّاه،
هناك، حيث سيستقر في كنف الإله…!